الجمعة 05 سبتمبر 2025 - 4:17 PM بتوقيت عدن

رحيل مفاجئ وواقع مؤلم

2025/09/05
رحيل مفاجئ وواقع مؤلم

شقائق /نثر /حنين شفيع

 

 

ها هي ذكرى وفاتكِ تمرّ من جديد دون سابق إنذار.
أرثيكِ بأحرفي وكلماتي، ويشتدّ وجعي كلما تذكّرتُ فقدكِ.
لا زالت ترانيم ضحكاتكِ ومزاحكِ العابر يترددان في أذني، وكلما استحضرتُ صوركِ اشتعل الحنين داخلي أكثر وأكثر.

منطقةٌ كاملة أصبحت لا تُطاق بعد رحيلكِ، وكلما حدّثني أحدهم عن زيارتها عاد إليّ ذلك الألم ذاته الذي أصابني ليلة فراقكِ. تتزاحم في ذاكرتي أيامنا معًا: ضحكاتنا، وقوفكِ بجانبي، ابتسامتكِ الجميلة.
فكيف لي أن أعود إلى ذات المكان وأنتِ لم تعودي فيه؟!

فلنُعيد السؤال بوضوح: هل تقبّل قلبي رحيلكِ فعلًا، أم أنّني سأظل أبحث عنكِ حين أعود؟!

رغم مرور عامين على رحيلكِ، ما زال في داخلي جزءٌ يرفض هذه الحقيقة القاسية، حقيقة الموت التي لا سبيل لإنكارها. ربما أتقبّل رحيلكِ يومًا ما، لكنكِ ستبقين حاضرةً في ذاكرتي أبدًا؛ سأراكِ في ملامح والدتك، في نافذة منزلك، وتحت تلك الشجرة التي خططنا عندها وعود الصداقة.

لم تكوني صديقةً عابرة، ولا قريبةً فرضها القدر؛ بل كنتِ أختًا لم تلدها أمي.

أخبرتِيني يومًا أنني سأصبح كاتبة عظيمة، دون أن أدرك آنذاك براعتي في الكتابة. وها أنا اليوم أخُطّكِ بين كلماتي، متمنيةً لو كنتِ تقرئين ولو جزءًا مما أكتبه عنكِ، لكن القدر سبقنا جميعًا.

رحمكِ الله يا أمنية، وغفر لكِ، وجعل مثواكِ جناتٍ واسعة. أنتِ السابقة ونحن اللاحقون، وأسأل ربي أن يجمعنا بكِ في مستقر رحمته.

مشاركة الخبر