الأربعاء 06 أغسطس 2025 - 1:06 PM بتوقيت عدن

ابن الليالي

2025/08/06
ابن الليالي

شقائق /خاطرة/ جيهان حمادي

 

 

لي نفس تتوه بين سطور كتبتها عن غيابك بأناملٍ احتضنت ناطقها الأبكم به تنسج من بنات الفكر ملامح غائب عصيّ ناكث للعهد.

يا طويل النجاد اخترت الرحيل، أنت الذي اخترت ولست أنا، 
أرى خطاك تغادر أرضي بسلام وكأن على أرضي ضاقت بك السبل ولم يعد مرحب بك. قررت أن ترحل بصمت دون وداع يُذكر، حتى تركت بداخلي تساؤلات تحرّك جوفي سقيم الهوى، بينما أنت اخترت أن يكون رحيلك شهياً، كنت أنا حينها أتذوق مرارة رحيلك، كان طعماً مريراً كاشتياقي لك تماماً.. نعم أشتاقك، فأنا تلك المعشوقة الضمآنة أنا..

ومن غيري أنا ستظل ترثيك في المجالس علناً، وتبكيك لياليَ في خلسة ممّن حولها، وتهجو أطلالاً بذكرياتها، تلك الذكريات ما تركت أثراً يبكيك كما أبكتني أياماً.

أتذكر أنني بكيتك للمرة الأخيرة، كانت بآواخر تمّوز، ليلة ممطرة تبكي فراقنا رأفة بي، لكن دوام الحال من المحال، ستعلو ضحكاتي عوض صرخاتي، وتمتلئ أيامي سعادة ذخيرة الأيام التي اسودت بناظري وقطّعت نياط قلبي حزناً لردح من الزمن..

هوّن على نفسك يا ابن الليالي، لن أتذكرك بعد الآن، سأحظى بنسيانك وإن عزّ عليّ فراقك.. فكيف لك أن تعز عليّ وأنا التي قد هنت عليك؟!

إيّاك والعودة.. كن منصفاً في فراقك مثلما كنت متقناً لرحيلك، علّني أراك غريباً قبل أن ألتقي بك. قل لي بربك كيف للعين أن تذرف دمعها على من اختار أن يكون عابر سبيل؟!
أتسألني عن حالي؟ سأخبرك : حالي اليوم حال السكون، لا بنت العين تدمع ولا حتى بنت الشفة تنطق.. أما أنت فلم أعد أراك ببنات الليل، ولم تعد من بنات الهوى، فبنات الخدور لم يتركن لنا نصيباً.

مشاركة الخبر