الخميس 04 سبتمبر 2025 - 7:35 AM بتوقيت عدن

كلماتي

2025/09/03
كلماتي

شقائق /خاطرة/ مروى العبدلي

 

 

"الحبّ ليس كما يظنون"..

يظنّون أن الحبّ رجل، وأن المرأة تنتظره كما تنتظر الأرض المطر. ينسَون أن في داخلها غيمة، وفي عينيها نهر، وفي قلبها وطنٌ يسع الجميع… إلا من خذلها.

الحب ليس رجلاً، ولا وردةً تُهدى في المساء، ولا قصيدةً تُقال لتُنسى بعد دقائق..

الحبّ شيءٌ أعمق، أوسع من أن يُحصر في اسم، وأصدق من أن يُكبل في قصة لم تُكتب لها النهاية.

أنا لا أبحث عن رجلٍ كي أقول إنني أحب،

أنا أبحث عن ذاتي حين تضيء، عن لمعة بعينيّ حين أضحك صدقًا، عن قلبٍ ينبض للحياة، لا لأحدٍ فقط.

هل تعرف ما يؤذيني؟

أن يُختصر الحب في وردة، أن يُقاس بمدة العلاقة، أن يُصنّف بالحلال والحرام، كأن المشاعر تعرف الفقه، وكأن القلب مذنب لأنه شعر.

الحب في العيون،

في يدٍ تُمسك بك دون مصلحة، في صوتٍ يذكرك وأنت لا تعلم، في صمتٍ طويل لا يقتلك، بل يربّت على كتفك.

الحب في الأصدقاء الذين لا يخذلون،

في الكلمات التي تُقال دون أن تُطلَب، في الحضور الثابت، في النية الصافية.

أما أولئك الذين جعلوا من الحبّ سلعة،

يعرضون مشاعرهم في واجهات مزيفة، يبدّلون قلوبهم كما يبدّلون نغمة الهاتف،

فلا يعرفون عن الحبّ إلا اسمه.

الحبّ فعل.

وفاء.

مسؤولية صامتة.

أن أكون هنا… حتى لو لم تُنادِني.

أريد شعورًا لا يخونني في منتصف الطريق.

أريد أن أبكي من صدق الامتنان، لا من طعنة الغياب.

الحب موجود،

موجود في نبضة ما لها اسم، في ضحكة طفل، في حضن أم، في نظرة صدق من غريب مرّ ومشى، في نسمة هواء تخفف عن قلبٍ تعِب.

الحب شعور، وموطن، وقيمة،

الحب ما يعرف حدود الأجساد ولا قيود المسميات.

هو لحظة صدق بين روحين،

هو وفاء نقيّ، هو غياب يخاف عليك أكثر من حضورك.

الحب ليس رسائل محشوة بكلام، ولا وعد يُقال في ساعة فراغ،

ولا قصة نحكيها ونبكي في آخرها لأنها "ما كانت حلالاً".

الحب أكبر من الأطر، أطهر من أن يُربط بعقد، وأصدق من أن يُختزل في يدين متشابكتين.

الحب حياة تمشي جنبك بصمت، عيون تشوفك حتى لو غبت، وقلب يدعو لك من غير ما يعرفك.

فلا تسأليني: “من تحبين؟”

اسأليني: “أين وجدتِ الحب؟”

وأجيبك:

وجدته في كل شيء صادق،

وفي كل أحد ما خان،

وفي كل لحظة حسّيتها أكثر من الكلام.

 

الكلمات المفتاحية

مشاركة الخبر