التبول اللا ارادي عند الأطفال.. الأسباب والحلول

2025/07/11
التبول اللا ارادي عند الأطفال.. الأسباب والحلول
شقائق _ خاص

شقائق _ صفحة طفلي 
إعداد : نوال باقطيان

 

بمجرد أن تنجح الأم في تدريب طفلها على التخلص من "الحفاظ"، تنتهي مشكلة كبيرة تواجهها خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ولكن ماذا لو أن طفلك فقد القدرة على التحكم في نفسه، ومن ثم واجه مشكلة التبول اللاإرادي، التي تسبب حرجاً للطفل بين أقرانه وآثاراً نفسية سلبية، لا سيما مع التقدم في العمر؟

وتبلغ نسبة انتشار التبول اللاإرادي بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات بين 12 و 25%، وفي حال الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 من العمر تبلغ نسبة انتشار تلك المشكلة الصحية بين 7 و 10٪، وتقل تدريجياً مع ازدياد العمر لتتقلص إلى ما بين 2 و 3٪ للأطفال البالغين 12 من عمرهم.

ما هو التبول اللإرادي؟

يُعرف الدكتور مؤمن سعد، طبيب الأطفال وحديثي الولادة، التبول اللاإرادي بأنه انسياب البول تلقائياً وبشكل متكرر يتراوح بين مرتين وثلاث مرات أسبوعياً لدى الطفل الذي تجاوز عمره خمس سنوات خلال النهار أو أثناء النوم. ويعرف أيضاً بأنه عبارة عن فشل الطفل في التحكم في التبول بعد سن خمس سنوات.

آلية التبول الطبيعية:

يتم تخزين البول في المثانة، التي تتمدد مع زيادة كمية البول. عندما يصل التمدد الى نقطة معينة، ترسل أعصاب المثانة إشارات إلى المخ، وعندما يستجيب يعطي الشعور بأن المثانة ممتلئة. تتم العملية بانكماش عضلات المثانة فتضغط على البول ليخرج عبر مجرى البول.

حقائق عن التبول اللاإرادي:

•يحدث النضج الكامل للمثانة للقدرة على السيطرة على البول بين عمر 3 إلى 5 سنوات، مع احتمال نقص أو زيادة بسيطة.
•تحدث السيطرة النهارية أولاً ومن ثم السيطرة الليلية.
•تعتبر حالات التبول اللاإرادي قبل هذا العمر طبيعية، ولا يجب وصفها بالسلس البولي إلا بعد سن الخامسة.
•ينتشر السلس البولي أكثر بين الأولاد.

متى يحدث التبول اللاإرادي؟

•التبول اللاإرادي الليلي: هو عدم القدرة على التحكم في البول أثناء النوم ليلاً.
•التبول اللاإرادي النهاري: هو عدم القدرة على التحكم في البول أثناء النهار.
•التبول اللاإرادي ليلاً ونهاراً: هو ما قد يحدث ليلاً ونهاراً

أنواع التبول اللاإرادي:

•التبول اللاإرادي الأولي: وهو عدم القدرة على السيطرة على البول مطلقاً منذ الولادة.
•التبول اللاإرادي الثانوي: عدم القدرة على السيطرة على البول بعد فترة كان فيها الطفل قادرًا على التحكم لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا.

أسباب حدوث التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

يعتبر التبول اللاإرادي ظاهرة معقدة نوعاً ما،
ويمكن أن تشمل الأسباب الجسدية والنفسية ما يلي:
1- بعض الأطفال لا ينتج ما يكفي من هرمون ADH (الهرمون المانع لإدرار البول أثناء الليل، والذي من شأنه أن يقلل كمية البول الذي تفرزه الكلى ليلاً). 
2- تناقص في سعة المثانة لدى الأطفال.
3- عوامل نفسية (مثل التوتر أو المشاكل النفسية أو التعرض لصدمة معينة).
4- مشاكل عاطفية (مثل ولادة طفل جديد أو انفصال الوالدين، مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة، التحرش أو. الاعتداء الجنسي).
كل هذه الأسباب مجتمعة أو منفردة من الممكن أن تؤخر تعلم التحكم على المثانة أو تسبب بلل الفراش عند الأطفال الذين تمكنوا من التحكم في السابق.

التأثيرات النفسية الاجتماعية على الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي في مرحلة المراهقة؟

الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي يعانون من مجموعة من المشاكل النفسية الاجتماعية، وقد يحتاجون إلى دعم من الخدمات النفسية، لأن تبليل الفراش حتى البلوغ قد يؤدي إلى تعقيدات نفسية تؤثر على اعتداد المراهق بنفسه، كما تؤثر أيضاً على حياته الاجتماعية وعلاقاته الشخصية.
كما وجد أن أقوى الارتباطات بين المراهقين والمشكلات النفسية والاجتماعية للتبول اللاإرادي أثناء النهار هي: أعراض الاكتئاب وإيذاء الأقران وضعف الصورة الذاتية، ومشاكل العلاقات مع الأقران.

علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال؟

ماذا يمكن أن تفعله الأم؟    
من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها هي التحدث إلى طفلك بهدوء عن المشكلة، مما تحد من خوفه وحرجه. وضحي له أن هذه المشكلة طبيعية ويمكن أن تحدث لدى الأطفال وأنه ليس وحده. وأكدي له أن هذه المشكلة لن تقلل من حبك له، ووفري له كل الدعم اللازم. 
كما يجب عليك أن تستشيري طبيبك إذا ظهرت أعراض التبول اللاإرادي الثانوي، أو كان طفلك عمره 7 سنوات ومازال لا يستطيع التحكم في البول، فمن الممكن أن تكون هنالك مشكلة أخرى.

تذكري أن التبول اللاإرادي أمر شائع وليست هنالك حاجة إلى القلق وعزل الطفل اجتماعياً أو تقليل اعتداده بنفسه. كوني دائماً بقرب طفلك وقدمي له السند اللازم لمواجهة ومعالجة هذه الحالة.

1. لا تعاقبي طفلك إذا بلل فراشه، فتشجيعك وعطفك أفضل بكثير من التهذيب والتدريب في هذا الوقت. 
2. لا تدعي الآخرين يعاكسون طفلك إذا بلل فراشه، فمثل هذه المعاكسات يمكن أن تزيد الأمر تعقيداً.   
3. حدي من السوائل التي يتناولها طفلك 3 ساعات على الاقل قبل وقت نومه، خاصة المشروبات المدرة للبول مثل الشاي والمشروبات الغازية.
4. عودي طفلك على الذهاب للمرحاض للتبول قبل النوم.
5. ضعي فرشاً مقاومة للماء بين الملاءة والمرتبة، لحمايتها وتسهيل تنظيفها.
6. شجعي طفلك على تغيير الفراش عندما يبلله، ولا تجعليها عقوبة، بل حببيها له، وقدميها كنوع من المسؤولية والمساعدة لتنظيف الفراش المبلل.
7. أثني عليه عندما يكون الفراش أو الحفاظ جافاً، ولكن لا تظهري خيبة الأمل إذا حدث بلل.
8. يوصي بعض الأطباء بتدريب الطفل على التحكم في التبول، عن طريق عقد البول لفترة أطول من الوقت كل يوم، لتدريب عضلات المثانة.
9. يجب معالجة الإمساك، إن وجد، بشكل مناسب قبل معالجة التبول اللاإرادي.
10. إذا لم تكلل المساعي بالنجاح، وصار عمر طفلك 7 سنوات، احصلي على مشورة الطبيب الذي يمكن أن يشير بعلاج طبي.

إحدى الطرق لعلاج مشكلة التبول اللاإرادي عند الأطفال من سن 6-7 سنوات:

أجهزة إنذار التبول اللاإرادي (الوسادة والجرس)، وتعتبر الطريقة الأولية الأكثر فائدة ونجاحًا لعلاج التبول اللاإرادي (نجاح جيد على المدى الطويل وعدد أقل من الانتكاسات مقارنة بالأدوية). تستغرق من 6 إلى 8 أسابيع للعمل. يوصى به بشكل عام للأطفال من سن 6-7 سنوات، اعتمادًا على قدرتهم البدنية ونضجهم ودوافعهم. وفي حالة الأطفال ضعاف السمع من الممكن استخدام المنبه بالاهتزاز.

اعتبارات عملية ومدة العلاج بأجهزة الإنذار:

يجب أن يكون الأطفال مسؤولين عن الاستجابة لصوت المنبه، وقد يحتاجون إلى إيقاظهم في البداية لإيقاف المنبه بأنفسهم. من المهم لنجاح العلاج أن يكون الطفل مستيقظًا تمامًا أثناء عملية الذهاب إلى الحمام. يمكن أن تكون أنظمة المكافآت مفيدة أثناء العلاج بالإنذار لمكافأة السلوكيات مثل الاستيقاظ أو الذهاب إلى المرحاض عندما ينطلق المنبه (ليس لليالي الجافة في حد ذاتها).

إذا أظهر الطفل علامات استجابة مبكرة بعد 4 أسابيع، فاستمري في العلاج حتى يتم الوصول إلى أسبوعين من الليالي الجافة غير المتقطعة. توقفي عن العلاج إذا لم تكن هناك علامات مبكرة للاستجابة في غضون 4 أسابيع.

إذا كان هناك جفاف غير كامل بعد 3 أشهر، فأعيدي النظر فيما إذا كان العلاج المستمر مناسبًا أو تجربة أخرى للإنذار خلال 3-6 أشهر.

مشاركة الخبر