ناشد عدد كبير من ناشطات المجتمع المدني وإعلاميات ومعلمات، التقتهن “شقائق”، قيادة التحالف العربي سرعة التدخل لدعم كهرباء العاصمة عدن خلال فصل الصيف الحالي، لإنقاذ الأسرة الجنوبية من هلاك وشيك، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي تجتاح المدينة بشكل غير مسبوق هذا العام، يقابله عجز أغلب الأسر عن توفير بدائل بسبب تفشي الفقر والجوع الناجمين عن الانهيار الكارثي لقيمة العملة المحلية، الريال اليمني الطبعة الجديدة المتداولة في الجنوب، وكذا توقف الرواتب وفقدانها قيمتها الشرائية، إلى جانب عجز الحكومة الشرعية والمجلس الرئاسي عن إيجاد أبسط الحلول ولو بالحد الأدنى.. علماً أن حقول النفط الجنوبية الواقعة تحت قبضة الشرعية اليمنية، غنية بالمشتقات النفطية ولا يتم تصديرها للخارج بسبب المنع الحوثي، ولا أحد يعلم أين تذهب؟
لا خدمة إنسانية منقذة، ولا سلعة تجارية مربحة.. هكذا ينظر أهالي العاصمة عدن لكهرباء المدينة بحسب الناشطات. أصبحت سلاحاً قاتلاً بأيدي أعداء الإنسانية، حسب وصفهن، مشيرات إلى أن قوى الفساد شنت حرباً مفتوحة على العاصمة عدن ومواطنيها، تارة بحرب الخدمات وسياسة العقاب الجماعي، وتارة أخرى بمحاولات زعزعة الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى.
عقاب جماعي في توقيت قاتل يرقى لمستوى جريمة حرب:
لفت الناشطات إلى أن القائمين على افتعال الأزمات وممارسة العقاب الجماعي بالعاصمة عدن، اختاروا توقيت قاتل للشروع في إيقاف خدمة التيار الكهربائي عن أهالي العاصمة عدن الساحلية الحارة، وذلك تزامناً مع دخول فصل الصيف، وينم ذلك عن أنفس مريضة وضمير إنساني ميت، وقلوب ظالمة خالية من الرحمة.. مؤكدات أن ما يحدث تمارسه أيادٍ إجرامية ويرقى إلى جريمة حرب ضد الإنسانية، يتطلب تحركاً دولياً وإقليمياً لوضع حد نهائي له، ومحاسبة كل من يقف خلفه وتقديمه للعدالة..
وأشرن إلى أن ذلك العقاب الجماعي تسبب في حدوث وفيات بين أوساط كبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة، وكذا تفشي الأمراض الجلدية والحميات، وطفح المجاري بسبب توقف أجهزة الشفط، وتعطيل العمل في المرافق الحكومية والمستشفيات والمعامل والورش الخاصة، وتعطيل حياة الناس بشكل عام، متسائلات: من يتحمل المسؤولية؟ ومن يعوض الأسر التي فقدت بعض أفرادها بسبب ذلك العقاب؟.. مستهجنات بالقول: ألا يوجد رادع أخلاقي ولا إنساني لأولئك المجرمين؟! ألا يخافون من الله؟!
مضيفات: لقد دفع أبناء العاصمة عدن فاتورة ذلك العقاب من مدخراتهم، ومن صحتهم، ومن كل ما يملكون، ولم يتبقَ غير بيع منازلهم والرحيل.. هل يرضى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بذلك؟ ولماذا هي ملتزمة الصمت إزاء ما يحدث في العاصمة عدن خصوصًا والجنوب عمومًا، وفي ذات الوقت تصب تركيزها على مناطق سيطرة الحوثيين، رغم أنهم جماعة إرهابية لم يسلم من شرها أحد.
وعود تبخرت وخلافات عطلت عمل المؤسسات:
متسائلات: أين ذهبت وعود رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي والحكومة؟.. مؤكدات أن التصريحات التي أطلقها العليمي وحكومته في بادئ الأمر بانتشال ملف الكهرباء، وتسخير الموارد لمعالجة هذا الملف قد تبخرت وذهبت أدراج الرياح، لم تكن سوى مسكنات وإبر تخدير للشارع الجنوبي للقبول بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لاستمرار عملهم من العاصمة عدن.
كما أشرن إلى أن الخلافات التي تدور خلف الكواليس بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورؤساء الحكومات المتعاقبة، على خلفية بعض الإصلاحات والإجراءات، والتي وصل أمرها إلى توجيه اتهامات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بعرقلة عمل الحكومة ومحاولة التدخل بكل شاردة وواردة، مما انعكس على مستوى الخدمات، وأتاح المجال أمام قوى الفساد في الحكومة للاستمرار في سياسة العقاب الجماعي بحق السكان عبر ملف الكهرباء.
ختاماً..
دولة تمتلك موانئ وثروات برية وبحرية وإيرادات داخلية، وفواتير تحصيل لا تعد ولا تحصى، تعجز عن تشغيل كهرباء مدينة واحدة، هذا لا يعقل!!
التاريخ يدون كل كبيرة وصغيرة، يرفع البعض إلى مراتب الشرف ويرمي بالبعض الآخر إلى الزبالة، ومع ذلك لن يسلم الفاسدون المرمون في زبالة التاريخ من عقوبة الأرض والسماء، لا سيما الحقوق والمظالم لا تسقط مع تقادم الزمن.. فهل يتعظون ويعيدون حساباتهم قبل فوات الأوان؟