الاعتذار الإجباري ...هل هو الأمان لطفلك عاطفيآ..؟

2025/07/19
الاعتذار الإجباري ...هل هو الأمان لطفلك عاطفيآ..؟
شقائق /متابعات

 

الاعتذار الإجباري غير مجد. لأنه خال من المشاعر الحقيقية 
هل تشعرين أحيانا أنه من الضروري أن تلزمي طفلك بالاعتذار في كل مرة يسيء فيها إلى أحد؟ وربما تذهبين إلى حد معاقبته إذا رفض الاعتذار، ظنا منك أن هذا الأسلوب يعزز لديه حسن الخلق ويغرس ثقافة تحمل المسؤولية عند الخطأ. لكن مهلا، ماذا لو نظرت إلى الأمر من زاوية أخرى؟ فالإجبار على الاعتذار قد يعلم الطفل فقط، كيف يظهر تصرفا لطيفا من الخارج، دون أن ينبع هذا التصرف من إحساس داخلي بالندم أو فهم حقيقي لما فعله.

الاعتذار الإجباري غير فعّال
في مقال نشره على موقع "بي بي سي"، تحدث الكاتب توماس جيرمان عن تجربة اجتماعية نفذها مع أشخاص من محيطه، حيث تعمّد ارتكاب أخطاء ثم قدّم لهم سلسلة من الاعتذارات المعدة مسبقًا، بعضها كُتب باستخدام الذكاء الاصطناعي.
l

الهدف من التجربة كان استكشاف، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي، أن يؤثر على واحدة من أكثر صور التفاعل الإنساني حساسية: الاعتذار. واستنتج توماس أن المهام التي تنطوي على تعاطف حقيقي تظل في جوهرها إنسانية، لأن الاعتذار المؤثر يتطلب مشاعر حقيقية، وهو ما تفتقر إليه الآلات.

وفي السياق نفسه، تؤكد جودي إيتون، أستاذة علم النفس في جامعة ويلفريد لورييه بكندا، أن الاعتذار لا يقتصر على اختيار الكلمات المناسبة، بل يشمل أيضًا تفاعلًا عاطفيًا داخليًا يُعرف بـ"الألم النفسي". فالندم الصادق يصاحبه شعور مؤلم، وإذا لم يكن هذا الشعور حقيقيا وملحوظًا في الاعتذار، فسيدرك الآخرون أنك لم تتعاطف معهم أو تعترف بخطئك بصدق.

وهذا بالضبط ما يجعل الاعتذار الإجباري بلا جدوى. لأنه خال من المشاعر الحقيقية، ولا يحمل تعاطفا أو ندما صادقا. وعندما تجبر طفلك على الاعتذار، فأنت تجعله يردد كلمات محفوظة، وكأنه آلة، دون أن يفهم أو يشعر بما يقول.


إجبار الطفل على الاعتذار يجعله يردد كلمات محفوظة، كأنه آلة (شترستوك)
الأضرار النفسية المتوقعة من الاعتذار الإجباري
بحثت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان في ما إذا كان الأطفال يُميزون بين التعبير عن الندم الحقيقي طوعا وبين الإكراه على ذلك، وقد وجدت الدراسة أنهم يميزون ذلك فعلا.


أشارت نتائج الدراسة إلى أن استكشاف الآباء الطرق التي تُمكنهم من مساعدة أطفالهم على تعلم التعاطف مع الضحية، وهو الأمر الذي يضمن تقديم الاعتذار الصادق، أكثر أهمية من إجبار الطفل

مشاركة الخبر