كان يا ما كان، في غابة خضراء وجميلة، يعيش ضفدع صغير اسمه كاذوب. نعم، كان اسمه كاذوب لأنه كان يحب أن يضيف القليل من "البهارات" إلى القصص. كان يحكي عن نفسه أنه بطل مصارعة النمل، وأنه قفز فوق شجرة البلوط العالية، وأن لديه في جيبه الصغير عملة ذهبية لامعة!
في يوم من الأيام، وبينما كانت الشمس ساطعة، كانت السلحفاة الحكيمة "سلحوفة" تمشي ببطء. رأى كاذوب السلحفاة فأسرع إليها وهو يلهث:
"يا سلحوفة، يا سلحوفة! هل تعلمين؟ لقد وجدت عملة ذهبية ضخمة جدًا تحت ورقة اللوتس! أكبر من رأسي! يمكنني أن أشتري بها كل ذباب الغابة!".
ابتسمت سلحوفة بهدوء وقالت: "حسناً يا كاذوب، أين هي هذه العملة؟ أريد أن أراها".
توقف كاذوب. شعر وجهه الأخضر يحمر قليلاً. مد يده في جيبه الصغير الفارغ وبدأ يقلبه ويقلبه..
"آه... يا إلهي! لا أصدق! لقد... لقد طار بها عصفور سارق! نعم، عصفور بخيل خطفها وهرب نحو الجبل!".
هزت سلحوفة رأسها بلطف وقالت: "يا صديقي كاذوب، العصفور لا يسرق عملات ضخمة. أعتقد أنك لم تجد أي عملة ذهبية على الإطلاق".
شعر كاذوب بالحرج الشديد. لأول مرة، لم يستمتع بالكذب. نظر إلى قدميه وقال بصوت خافت: "أنتِ على حق يا سلحوفة. أنا... أنا لم أجد أي عملة. أنا آسف لأني كذبت. أردت فقط أن يشعر الجميع أنني مميز".
ابتسمت سلحوفة ابتسامة واسعة: "أنت مميز بالفعل يا كاذوب. أنت أسرع ضفدع يقفز، ولديك صوت جميل عند الغناء في المطر. الصدق هو أجمل عملة ذهبية يمكن أن تمتلكها؛ لأنها تجعل الأصدقاء يثقون بك".
فجأة، قفزت أرنوبة صغيرة تدعى "قفّازة" وهتفت: "أيها الأصدقاء! انظروا ماذا وجدت!".
كانت قفّازة تحمل بين يديها عملة فضية صغيرة، كانت قد سقطت من حقيبة تاجر مرّ بالغابة.
قال كاذوب بسرعة: "يجب أن نقول إنني وجدتها لأحصل على الشكر!".
لكنه تذكر كلام سلحوفة. أخذ نفساً عميقاً وقال: "شكراً لكِ يا قفّازة! أنتِ صادقة جدًا، وهذا عمل جيد منكِ. هيا بنا نذهب ونستخدم هذه العملة لنشتري حلوى صغيرة ونقسمها بيننا!".
في تلك اللحظة، شعر كاذوب بسعادة لم يشعر بها من قبل. كانت سعادة حقيقية، ليست من كذبة لامعة. أكل الأصدقاء قطعة الحلوى الصغيرة معًا. ومنذ ذلك اليوم، تعلم كاذوب درسًا مهمًا: الصدق يجعلك أغنى من كل العملات الذهبية في العالم، ويجعل أصدقاءك يبتسمون لك بصدق.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح اسمه "صادوق" الضفدع الصغير الصادق!