الخميس 04 سبتمبر 2025 - 7:36 AM بتوقيت عدن

رندا العامري تكتب: "المخدرات" أداة مدمرة للوطن والأسرة..!

2025/09/03
رندا العامري تكتب: "المخدرات" أداة مدمرة للوطن والأسرة..!

شقائق /خاص

 

المخدرات ليست مجرد مواد كيميائية تُستهلك، بل هي آفة اجتماعية تتسلل إلى البيوت وتفتك بجذور الأسرة، وتضرب أمن الوطن واستقراره في العمق الداخلي.

حين يقع أحد أفراد الأسرة في فخ الإدمان، لا يكون وحده الضحية، فالأم تسهر باكية، والأب ينهار تحت وطأة العجز، والإخوة يعيشون في ظل الخوف والارتباك، ويتحول البيت من ملاذ آمن إلى ساحة صراع، يغيب فيها الحوار، وتنهار الثقة، وتتفكك الروابط التي كانت يوماً متينة. وهذا الصراع المؤلم لا يجب أن يستمر، بل علينا جميعًا أن نقف له بالمرصاد.
فكم من أمٍ فقدت ابنها بسبب جرعة زائدة.. وكم من أب رأى حلمه يتلاشى في لحظة ضعف. الإدمان لا يسرق الفرد فقط، بل يسرق الأمان والاستقرار من المنزل، ومن الحي، ومن الوطن بأكمله.

لهذا، أقول لكل الشرفاء من أبناء الجنوب إن الوطن لا يُبنى بالحجارة فقط، بل بأرواح أبنائه، وعندما تُنهك هذه الأرواح بفعل المخدرات، فإننا نفتح الباب أمام الاحتلال اليمني ليضع له موطئ قدم، دون حسيب أو رقيب، بهدف إضعاف الوطن من الداخل.
فقد يتحول المدمن إلى أداة في يد الجريمة، وقد يُستغل في أعمال تهدد الأمن القومي، مما يؤدي إلى تراجع الاقتصاد، وانهيار الاستثمار، وتآكل الإنتاج، وفقدان المجتمع لطاقاته الشابة.

المخدرات ليست مجرد مشكلة صحية، بل هي تحدٍ وطني يستوجب وقفة جماعية من كل شرائح المجتمع. لأن الخطر لا يستثني أحدًا، وكل مدمن هو مشروع ضياع، وكل أسرة متألمة هي جرس إنذار.

نحن، كجنوبيين، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي.. علينا أن نكون صوتاً  للوعي، ويداً للنجدة، ودرعاً للحماية. إن التوعية تبدأ من البيت، وتُزرع في المدارس، وتُبث من منابر المساجد، حيث يجب على الخطباء أن يحذروا من خطورة هذه الآفة الخطيرة.

ليس من العيب أن يخطئ الإنسان، لكن العيب أن نتركه يغرق دون محاولة إنقاذه. فكل مدمن يمكن أن يُشفى، وكل أسرة يمكن أن ترمم، وكل وطن يمكن أن ينهض من جديد.

مشاركة الخبر