أحاول أن أرتب من نفسي، من طموحي، ومن أمنياتي. أحاول أن أرتب من كلامي وأفعالي. ولكن البعثرة دومًا معي، والتفكير مُحاطًا بي، قيدني بِسلاسِله وجعل الخوف يجرّدني من حياتي، أنهكني القلق، وفرط التفكير المستمر. غُرقتُ في لُجَّة البحرِ العميق، وتهتُ في مدارٍ لا أعرف كيف السبيلُ منه؟!
وحدي في دوائر البعثرة، خُططي رفرفت، وخطواتي ثُقلت، وأحلامي تسربت، والشتاتُ ازداد. بحرتُ في نفسي فازدادت المتاهة.. حُيّرت هل أتّبع خطواتُ عقلي أم همساتُ قلبي، فـ عقلي خطواتٍ مُشتتة يُريدُها، أمّا قلبي مشاعِر مُبعثرة يُصدِّقُها.
ما أخذلهُ من شعور أن تتوه في مكانٍ لهُ أبواب مُحكمة الغلق، لا سبيل للخروج سوى الدخول لِأحدى هذي الأبواب، ومفاتيح هذه الأبواب صعب الإيجاد، وكلُّ باب يوجد بداخله عالم صعب الترتيب، كثير التعثر، قليلُ الراحة، مسود من الخارج، مقطوع السبيلُ من الداخل.
حينُها أدركتُ بِأنّ ليس هنالك حل سوى أن أكون هكذا في دائرة البعثرة. لم أعد أعي ما سأفعله، أشعر وكأنّ مشاعري قُبضت، وفكري وطموحي توقف، وكأنني توقفت في هذه النقطة من الحياة دون تقدم ناجح يُعيدُ لي ترتيبُ حياتي..!