الخميس 04 سبتمبر 2025 - 7:35 AM بتوقيت عدن

أشدنَ بتحركات"لملس والسقاف".. معلمات عدنيات: نؤيد قرار رفع الإضراب مع التمسك بالمطالب المشروعة.. !

2025/09/03
أشدنَ بتحركات"لملس والسقاف"..  معلمات عدنيات: نؤيد قرار رفع الإضراب مع التمسك بالمطالب المشروعة.. !

شقائق/ استطلاع / فتحية علي

 

  

أبد عدد كبير من المعلمات قرار نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين رفع الإضراب واستئناف الدراسة، وفتح المدارس لاستقبال الطلاب للعام الدراسي الجديد 2025 / 2026م، مع التمسك بمطالب المعلمين الحقوقية، واشتراط تحقيقها خلال فترة زمنية محددة.
مشيرات إلى أن رفع الإضراب لا يعني التنازل عن حقوق المعلمين المشروعة، وإنما لإثبات حسن النوايا والتعاطي بإيجابية مع الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، التي تقودها الحكومة ومركزي عدن، والمساعدة على إنجاحها وقطع الطريق أمام المتربصين.

وكان المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بالعاصمة عدن، قد عقد اجتماعاً استثنائيًا يوم الإثنين الماضي الموافق 25 أغسطس 2025، لمناقشة التطورات الأخيرة المتعلقة ببدء العام الدراسي 2026/2025.
وأشار المجتمعون إلى أنه تماشياً مع الإصلاحات الاقتصادية التي أقرها مجلس الوزراء والبنك المركزي بالعاصمة عدن، وانطلاقاً من حرص النقابة على مصلحة أبنائنا الطلاب، وتقديرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها أولياء الأمور، فقد تم اتخاذ القرارات الآتية:
استجابة للمبادرة المقدمة من معالي وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، وبناءً على المحضر الموقع من قبل رئيس النقابة ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في العاصمة عدن الأستاذ مؤمن السقاف، الذي تضمن ما يلي:
1. صرف حافز شهري قدره خمسون ألف ريال لكل معلم ومعلمة.
2. اعتماد عشرين حالة علاج شهريًا للكوادر التعليمية.
3 تشكيل لجنة من النقابة لمتابعة القضايا التعليمية والتربوية الأخرى.
وبناءً عليه، تم التصويت بالأغلبية، على تعليق الإضراب. وتدعو النقابة جميع المعلمين والمعلمات إلى العودة إلى المدارس، والقيام بمهامهم التعليمية والتربوية على أكمل وجه. ونؤكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار المسؤولية الوطنية والمهنية التي نتحملها جميعًا، وحرصاً على استقرار العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة.

ويترقب أولياء الأمور والطلاب استئناف العملية التعليمية، معربين عن أملهم في أن تسهم الخطوة في استقرار العملية التعليمية خلال العام الدراسي الجديد، وكذا ضمان الاستجابة لمطالب الكادر التربوي والتعليمي.

إشادة بتحركات السقاف ولملس:

كما أشدن بتحركات محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، والأستاذ مؤمن السقاف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن.. مؤكدات على أن مساعي الأستاذ مؤمن السقاف ولقائه بمديرة مكتب التربية والتعليم عدن الدكتورة نوال جواد، وقيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين برئاسة الأستاذ محمد شيخ، منتصف أغسطس 2025م، كلا على حده، كانت مثمرة وعكست مدى اهتمام ودور المجلس الانتقالي في دعم العملية التعليمية، وجهود لتهيئة الأجواء المناسبة لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة.

وقالت مصادر مطلعة إن الأستاذ مؤمن السقاف شدد خلال اللقاء على أن التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، قائلاً: نجل ونحترم المعلم، لكن الوضع أصبح كارثياً، وهناك عملية تجهيل متعمد للأجيال، وإذا أردنا استعادة دولتنا فعلينا أن نبدأ من التعليم. مشيراً إلى أن الحافز الشهري البالغ 50 ألف ريال، الذي أقره محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، سيستمر إلى أن يتم إيجاد الحلول الحكومية التي تحفظ حق المعلم.. منوهاً إلى أن ذلك أتى بتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وبالتنسيق مع السلطة المحلية.

كما أكد السقاف حرص المجلس الانتقالي على تحسين أوضاع المعلمين، وأنه سيعمل على متابعة ملف التأمين الصحي للمعلمين.. داعياً نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، والقيام بدورها في إنقاذ الأجيال من الضياع من خلال استئناف العملية التعليمية.
وأشاد في سياق حديثه بالدور الذي يقوم به محافظ العاصمة عدن ومكتب التربية والتعليم، في مساندة قطاع التعليم وتلبية مطالب المعلمين.

من جانبها أشادت الدكتورة نوال جواد بأهمية التنسيق المشترك مع المجلس الانتقالي الجنوبي ونقابة المعلمين والجهات المعنية، لضمان انطلاقة ناجحة للعام الدراسي الجديد، بما يسهم في استقرار العملية التربوية والتعليمية في العاصمة عدن.

الحافز لا يكفي والإصلاحات الاقتصادية لا تلبي طموح المعلمين:

المعلمة أم منال تحدثت لـ«شقائق» ضمن استطلاع أجرته الصحيفة، في سياق رفع إضراب المعلمين الجنوبيين، قائلة: نؤيد رفع الإضراب مع أهمية التمسك بمطالب المعلمين، فالمطلوب هو إيجاد معادلة عادلة على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار".
مشيرة إلى أن المعلم فقد هيبته وعانى الكثير، وأن الحافز الـ50 ألف ريال يمني لا يكفي، والإصلاحات الاقتصادية لا تلبي طموحات المعلمين، ولا تحقق الحد الادنى من مطالبهم إذا ما قارنا الراتب الشهري بسعر العملة المحلية مقابل الريال السعودي (428 ريالاً يمنياً مقابل ألف ريال سعودي)، هذا يعني أن متوسط راتب المعلم لا يزال عند حاجز 100 إلى 150 ريالاً سعودياً، رغم أنه في السابق كان ما بين 700 إلى 1000 ريال سعودي، وكان حينها لا يكفي، فما بالك بما يحدث في الوقت الراهن.

المعلم يحمل هموم أسرته وهموم الطلاب بالمدرسة:

المعلمة أم أحمد قالت: لا أحد من المسؤولين يستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المعلم، يطالبونه بواجبات غير منقوصة، وفي المقابل لا يعطونه نصف حقوقه المستحقة، يريدون تحقيق نجاحات وإنجازات ويحظون باشادات مجتمعية على حساب ذاك المسكين.

وتابعت قائلة: يحمل المعلم هموم أسرته وهموم الطلاب بالمدرسة، ويجلد نفسه لأجل تقديم أفضل ما لديه لهم، رغم انعدام العوامل المحفزة التي تشجعه على إبراز مواهبه. المعلم محبط وغير قادر على التكيف مع سياسة التجويع والإفقار التي جردته من أبسط حقوقه في العيش الكريم، وعلى الجميع استيعاب وفهم ذلك.

وختمت قائلة : لا أحد يلوم المعلم فهو في المقام الأول إنسان (زوج ورب أسرة)، ولكن للأسف الشديد تم تجريده حتى من أحلامه وطموحاته، فلم يعد يفكر غير في كيفية توفير لقمة العيش لأفراد أسرته.

نقف أمام خيارات صعبة:

المعلمة أم وليد قالت: نقف أمام خيارات صعبة، بين (حقوق أسرنا في البيوت وبين حقوق الأجيال بالمدارس)، ويبقى الفقر سيد الموقف.. فهل من المنطقي والعدل أن نستدين أجرة المواصلات لنذهب إلى المدرسة؟ ونستدين قيمة مصروفنا اليومي داخل مرفق العمل مقابل صفر راتب؟ وإن وجد فهو غير كافٍ لتوفير مصاريف أسبوع واحد.

وأضافت: الفساد يلتهم كل شيء. وختمت قائلة: يا رجال الدولة يا ملح البلد، من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!

الضغوط تمارس على المعلم المسكين فيما وزراء لا يداومون ويستلمون معاشاتهم بالدولار:

المعلمة أم إيهاب قالت: تمارس ضغوط قصوى على المعلم لإجباره على الدوام داخل المدرسة يومياً، مقابل 150 ريالاً سعودياً،راتب لا يصرف شهرياً، وإذا ما أضرب عن العمل وخرج إلى الشارع يطالب بحقوقه، قامت عليه القيامة، يتعرض للسب والشتم ويحملونه مسؤولية ضياع الأجيال، مع أنه وأطفاله وأسرته مركونين في زاوية الإهمال والضياع. 
وفي المقابل، نشاهد وزراء وبعثات وموظفين مبعثرين في الخارج، في الرياض وتركيا والقاهرة، لا يداومون ساعة واحدة ويستلمون معاشاتهم بالدولار كاملة، أقل واحد يستلم 2000 دولار، ما يعادل رواتب 30 معلمًا، وبما أنهم بعيدين عن الأنظار ولا أحد يعرف عنهم شيئاً، لا يتعرضون لأي انتقادات أو لوم، رغم أنهم لا يقدمون أي خدمة للوطن ولا للمواطن.

وختمت قائلة: أين العدالة؟ أليس ما يحدث جريمة يندى لها جبين الإنسانية؟ أم أن المعلم الجنوبي مستبعد لا تشمله حتى مبادئ وقيم الإنسانية؟!

مشاركة الخبر